الفقيد: إبراهيم بن حمد الحميدة (1337-1431هـ)


الفقيد: إبراهيم بن حمد الحميدة (1337-1431هـ(

في بريدة ولد العم: إبراھیم بن حمد بن علي الحمیدة آل أبو علیان، وفي سنة (الرحمة) والتي مات فیھا الكثیرون من الناس في نجد، وقد توفیت والدته وھو لم يتجاوز الست شھور، وفي بريدة تعلم من مبادئ التعلیم الأولیة ما يقیم به صلاته وشعائر دينه، ولكنه تعلم من مدرسة الحیاة فقد انطلق يجوب الفیافي والقفار مع قوافل (العقیلات) التجارية وذرع بلاد العراق والشام وفلسطین في رحلات شدت من عوده، ثم عمل بعض الوقت في منطقة حائل ثم توجه إلى الرياض ولم يطل مقامه فیھا ثم يمم وجھه إلى المنطقة الشرقیة وعمل في (أرامكو) بضع سنین وأكسبته ھذه التجربة النظام وإتقان العمل، كما أجاد بعض الكلمات والمصطلحات الإنجلیزية والتي شكلت إضافة إلى معلوماته ومعارفه العلمیة والعملیة.
 ثم قضى شطر عمره في محافظة طريف بل كان من المؤسسین لھا ومارس صنوفاً متعددة من التجارة والبیع والشراء ُ وعرف عنه نزاھة الید والعرض والأمانة وإنظار المعسرين .
قال تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (280 (.
وقال صلى الله عليه وسلم(  مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ).
 .. ثم في أواخر عمره عاد إلى الرياض ثم تتابعت علیه الأمراض نسأل الله أن تكون تطهيراً له ، وفي الرياض توفي رحمه الله .
 وله ذرية میامین نجباء وھم: م.د. محمد في قسم المشاريع في شركة أرامكو، أ. عبدالله موجه تربوي بمحافظة طريف وله نشاط دعوي وخیري ھناك ويمارس التجارة ، علي فني قوى كھربائیة في شركة الكھرباء بالرياض.
 ولن أستطیع الإحاطة بحیاة رجل حنكته التجارب وقد قاربت القرن وقد انتدب ابنه النسیب عبدالله نفسه لتدوين سیرة والده في كتاب وھذا من بره به.
 وقد ختم عمي حیاته بالشھادتین و الحمد لله ، أسأل الله أن يحسن خاتمتنا جمیعاً .
وله من طیب الخلال والصفات رحمه الله: سلامة الصدر وعدم حمله ِ للغل وھذا ما انعكس علیه في عدم خوضه في أعراض الناس، كما يتصف بالحكمة وسداد الرأي وذلك لقلة كلامه إلا فیما يفید، ومن صفاته العصامیة والعزيمة والصبر، والتواضع فكان يقول لي: أنا و الحمد لم أدرك المشاق الحقیقیة التي أدركھا الأوائل من آبائي وأجدادي، رغم الصعوبات التي كان يواجھھا والتي ربما ھددت حیاته وذلك في رحلاته التجارية مع العقيلات قديماً .
 وينطبق علیه قول الشاعر عبدة بن الطیب في قیس بن عاصم المنقري التمیمي في أرثى أبیات قالتھا العرب:
            علیك سلام الله قیس بن عاصم
                                ورحمته ما شاء أن يترحما
           وما كان قیس ھلكه ھلك واحد
                                 ولكنه بنیان قوم تھدما

 وإننا لنفتقده ففي السنوات الأخیرة رغم مرضه إلا أن زيارتنا له كانت جزءا من وقتنا الذي أحسسنا أنه بعد وفاته قد حدث فیه فراغ.
 فرحمه الله رحمة واسعة وحشرنا وإياه في زمرة النبیین والشھداء والصالحین وحسن أولئك رفیقا.
                                     
                                        عبدالله بن عبدالعزيز الحمیدة – بريدة
                                      جريدة الجزيرة  عدد 13681
                                 الأحد : 28/3/1431هـ 14/3/2010م
                                          
                    الرابط :  http://www.al-jazirah.com/2010/20100314/fe17.htm



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حمد بن علي بن إبراهيم الحميده

سيرة الدكتور مهندس محمد بن ابراهيم الحميده

د .عبد الله بن صالح الحميدة