حمد بن علي بن إبراهيم الحميده


حمد بن علي بن إبراهيم الحميده      
اسمه ونسبه:
   حمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الحميده آل أبو عليان[1] العنقري التميمي[2].
أسرته:
   أسرة الحميده يُرجح بعض النسابين والمؤرخين أنها أحد أسر فرع الدريبي قسيم الفرع الآخر من آل أبو عليان الذين يقال لهم الحسن وآل أبو عليان هم موسسي وحكام بريدة سابقاً من عام 985-1280هـ ، وأقرب الأسر العليانية إلى الحميده هم العدوان، ولأسرة الحميده فرعان أساسيان وهم أبناء علي بن إبراهيم وأبناء عبد الله بن إبراهيم، وهم الذين بقي نسلهم إلى الآن، وأما الفروع الأخرى السابقة فلم يبقى من نسلهم أحد حالياً، ومنهم الفارس الشاعر علي بن محمد الحميده الذي ( 1270-1342) ، ووالده الذي تولى إمارة بريدة في العام 1276هـ وواليكم مشجرة بسيطة تشرح سلسلة ونسب أسرة الحميدة و المترجم له                                                           
وحمد بن علي الحميده أخواله من أسرة الرواف فوالدته هي حصة بنت إبراهيم بن أحمد الرواف، وخالته هيلة بنت إبراهيم بن أحمد الرواف (أم الشملان) ولها وصية معروفة.
لحمد علي الحميده ثلاثة إخوة وهم:
(محمد) (أبو خشرم) وهو من أحد قادات العقيلات البارزين.
(سليمان) من رجال العقيلات وأقام سنوات طويلة في بلدة موقق[3] بحائل .
(عبد الله) وهو طالب علم توفي شاباً صغيراً في مدينة عمان الأردن أثناء أحد رحلاته مع العقيلات هناك فأسرة الحميدة لها جهود كبيرة في تراث العقيلات (انظر كتاب العقيلات لعبداللطيف الوهيبي ).
ولحمد الحميده أربع أخوات ( منيرة زوجة الوجيه عبدالله بن حمد الرشودي ( السكاكر)، نورة زوجة الوجيه إبراهيم صالح المطوع ، حصة زوجة الوجيه صالح العبدالعزيز السويد ، هيلة زوجة الكريم محمد بن حماد الحماد )  .
ميلاده:
 ولد في مدينة بريدة في العام 1315هــ تقريباً.
نشأته وتعليمه :
  تربى على يد والده علي بن إبراهيم الحميده وهو من رجال عقيل المشهورين، وتعلم بعض مبادئ القراءة، وحفظ ما تيسر من سور المفصل، وكان ملازما يحضر بعض دروس ومواعظ الشيخ إبراهيم الجاسر رحمه الله.
حياته العملية:
  التحق مع قوافل العقيلات في حدود العام 1330 هـــ وسرعان ما برزت موهبته في التجارة ومعرفة دروب السفر، مما يجلى هذا ما نقل لنا أحد تجار العقيلات من أسرة الشريدة وهو صديق له حينما أراد أن يرسل خط (رسالة) عاجلة إلى بريدة فقال سوف ارسلها بالسيارة الحكومية التي تنقل الرسائل البريدية الحكومية لوصولها السريع عن ارسالها عبر الإبل، فقال له حمد العلي الحميده أنا متجه لبريدة وسأحاول أن أسبق سيارة البريدة التي تحمل الرسالة وابلغ الشخص المعني بما تريد منه ، وبالفعل جدى في السير حيث وصل حمد العلي الحميده بٌعيد وصول سيارة البريد بقليل وهذا القصة تعطي دلالاة على علو همته ودرايته ومعرفته بطرق القوافل المختصرة  .[4]
   و يعتبر حمد الحميده أحد قادة العقيلات إلى البلدان العربية ولذا يقول رشيد عبد الرحمن الحميضي في مقابلة له في جريدة الجزيرة  العدد 10615 في 5/8/ 1422هـ أن أول رحلة له مع العقيلات كانت في العام 1349هــ حينما كان عمره (17 سنة ) حينما سافر إلى فلسطين وكان أمير الرحلة هو حمد العلي الحميده آل أبو عليان.[5]   
  يذكر أنه في أحد المرات أخذ رعية من الإبل يقدر عددها بأكثر من 400 رأس تعود ملكيتها لأسرة الراشد الحميد ونقلها إلى مصر عن طريق العبارات البحرية وباعها في سوق بلبيس المعروف بتجارة الأبل والخيل وغيرها وهذه تعطي تصورا هاماً بحجم تجارته ومدى مهارته في البيع وقيادة القوافل التجارية .[6]
    أستمر رحمه الله في رحلات العقيلات حتى عام 1356ه ثم انتقل بعدها إلى بلدة موقق بمنطقة حائل بعد كساد أصاب بضائع كانت معه ولم يعد لمدينة بريدة مدة ثمان سنوات، و لحق به أخاه سليمان وبعض ابناءه منهم إبراهيم وصالح وعبد العزيز وعبد الله هناك على فترات متقطعة وسوف اعرج على هذه القصه لاحقاً و التي ضرب من خلالها مثالا رائعا في الإيباء والإصرار والأمانة .
   في عام 1368ه تقريباً استقر به الحال في مدينة بريدة و فوض بعض ابناءه لتجارة قطع الغيار في مدينة عفيف[7] وظل هو مستقرا بمدينة بريدة إلى حدود العام 1385ه بعد أن عاد ابنائه من عفيف إلي بريدة سلموه ما ربحوا وتوجهوا هم مباشرة لممارسة تجارة قطع الغيار بها وما زالوا بهذا النشاط الى هذا اليوم و توجه هو لإفتتاح دكان صغير في شارع الخبيب (الملك عبد العزيز حالياً) في آخر حياته يبيع فيه بعض الأغراض البسيطة التي يحتاجها أهل البادية فكان يقضي معظم وقته مابين هذا المحل والذهاب لميدان الجردة ( المجلس ) صباحاً للجلوس مع رفاقه من رجال العقيلات وغيرهم يتجاذبون اطراف الحديث واخبار المجتمع والتجارة .


صفاته:
 من أبرز الصفات التي يتصف بها الكرم والجود فقد كان حينما أصبح مغترباً في مدينة موقق ليس عنده زوجه ولا خادم بها  ومع هذا لا يخلو بيته من ضيوف على غداء أو عشاء، ويروي أبنه عبد العزيز بن حمد الحميده حفظه الله كثيرا ما طبخ من الذبائح للضيوف الذين يأتون لزيارة والده من اهل القصيم وحائل وغيرهما وكان له علاقات مع اعيان حائل وخاصة مدينة موقق وذكر لنا أن أحد رؤساء مركز موقق  من (آل غالب من شمر) يحبه ويزوره في بريدة ويبيت عنده ويولم له له من حضوة سابقة عندهم .
  و ذكر محمد بن علي الشويرخ[8] أنهم كانوا في الشام يوما ما وتفاجئوا بسيارة فيها من تمر وبطيخ وارزاق مرسلة لهم من حمد علي الحميده كهدية وعربون تقدير واحترام  .[9]
   وكان بيته مفتوحا واشتهر مجلسه ( بشبة ابن حميده ) يوقد فيها النار صيفاً وشتاءً وولائمه لا تكاد تنقطع لقريب أو صديق أو زائر حيث يفتح مجلسة بُعيد صلاة الفجر وصلاة العشاء بصورة يوميا يزوره الأصدقاء والمعارف والضيوف والأعيان مثل صالح فهد الرشودي وعبدالعزيز فهد الرشودي ، عبدالله ابراهيم الرشودي وحمد صالح السيف ، محمد السعودي ، عبدالله وصالح وعلي  عبدالعزيز السويد ، عبدالله عبالكريم الطويان ، ابراهيم صالح المطوع  وغيرهم الكثير ولكل من يأتي من بريدة والقصيم أومن خارج المنطقة من نجد وحائل والحجاز وغيرها  .  
   كما أنه معروف بالنزاهة والأمانة والإيباء الذي كان سببا لمكثه بمدينة موقق بمنطقة حائل  أكثر من ثمان سنوات وغيابه وغربته عن أسرته بسبب أن بضاعة تعود ملكيتها لعدد من تجار بريدة  بالتشارك معهم منهم عبد الرحمن الخضير[10] وآخرين قد خسرت حينما ذهب بها ليبيعها في البلدان العربية الا انها لذا قرر أن يعمل بالتجارة في مدينة موقق بمنطقة حائل لعله يعوض هذه الخسائر، ورغم إلحاح وإرسال شركائه عليه بالعودة ومسامحته لأن الشرع يقول إنهم شركاء في المغنم والمغرم إلا أنه رفض وأبى حتى يعوض الخسارة ، ولذا يذكر أبنه عبد العزيز حمد الحميده أنه عمل معه هناك ست سنوات حتى جمعوا من الأموال ما يعوضون به هؤلاء التجار ما فاتهم من مكاسب ولم يرجع حتى ارسل الأموال على دفعات سلمها أبنه عبدالعزيز لهم وكتبوا له براءة ذمة حمد الحميده وعندها عاد الى مسقط رأسه مدينه بريدة .
    وهو أيضاً موصوف بالشجاعة وهي صفة تلازم كثير من رجال العقيلات، كا اشتهر عنه أنه أيضا أنه (بواردي) جيد احتفظ ببندقية لديه إلى وفاته كانت عزيزة عليه ترافقه برحلاته للصيد والدفاع وصد الحنشل إلا انها تحطمت تحت أنقاض بيته الطيني بعد وفاته وتبقى لدي ابنه عبدالعزيز بعض من الذخيرة (الرصاص) الخاصة به سُلم بعضها لمتحف العقيلات تحت إشراف الأستاذ الهمام عبد اللطيف صالح الوهيبي. 
عرف عنه الورع والتورع : يُذكر انه في أحد الأيام جاء له شخص معروف أسمه يخبره بأن هناك ارض بوهطان كبيرة تعود ملكيتها لجد أسرة الحميده تبين هذا حينما ارد جارها الحديد لها أن يخطط لأرضه رسما بها ومن يحدها من املاك جيران هذه الارض حيث الح عليه هذا الرجل بأن يسعى لأخذها والمطالبة بها ما دامت وثائق الجار تشير بملكها لأسرة الحميده فرفض الأستجابة له لعدم وجود مستندات ووثائق أو وصايا صريحة بتملك الأسرة لهذه الأرض .
وفاته:
  في العام 1392ه تقريباً أصيب بجلطة أدت إلى شلل نصفه الأيمن، وقام ابناءه بالبحث عن معالجين وأطباء في بريدة والرياض ولم يجد ذلك نفعاً، ثم ذهب به ابنه إبراهيم وعبد العزيز إلى مصر بعد اقتراح من زوج أخته الوجيه إبراهيم صالح المطوع، وهناك قام بزيارة البراكي أحد رجال العقيلات، ويقول أبنه عبدالعزيز عنه بأن لديه معرفة وخبرة بما ترمز له معظم الآثار بمصر سيما تمثال إبراهيم باشا وكان يقول لنا هذا الذي حارب آباءنا وأجدادنا بالقصيم ونجد وغيرها ، و رجع من رحلته العلاجية بمصر دون فائدة طبية وبقي في بريدة مريضا ملازما بيته إلى ان توفي عام 1397هــ عن عمر يزيد عن الثمانين سنة.
عقبه:
له من زوجته الأولى الكريمة حصة بنت حسن بن علي بن عبدالله  أبا الخيل ابنه الكبير
( إبراهيم) وهو من رجال العقيلات طاف العديد من البلدان العربية وعمل في ارمكو ما بين الظهران وحفر الباطن ثم توجه لمدينة طريف الشمال واصبح من موسسي مدينة طريف وكبار تجارها وله عدة انشطة تجاريه بها وخارجها فقد احب البلد واحبه اهلها لما له من اسهامت تجارية وخيرية وفي أواخر عمره في عام 1424هـ عاد لنجد بعد أن سلم اعماله لأبنائه بها وفي عام 1431هـ توفي بمدينة الرياض عن عمر ناهز الرابعة و التسعين عاما رحمه الله  [11].
وله من الأبناء من زوجته الثانية الكريمة : نورة بنت ابراهيم البطين
 ( صالح ) وهو من رجال الأعمال المعروفين بمكة المكرمة وله من أعمال الخير ومن افعال الكرم والكرام ما اشتهر لدى الكثير من الناس توفي رحمه الله بمكة في عام 1430هـ.
(عبد العزيز ) أحد تجار قطع غيار السيارات في بريدة فترة من الزمن، وحالياً منقطع للعبادة بعد أن كبر سنه اطال الله بعمره على طاعته .
(عبد الله) عمل ثمان سنوات في سكة القطار بالمنطقة الشرقية وهو من أوائل السعوديين الذين قادوا القطار وما زال لدى ابنائه شارة قائد القطار ، وقد رجع إلى بريدة  ومارس تجارة قطع الغيار بها ويعتبر من زهاد هذا العصر ومن أهل العبادة لازم مجالس الشيخ فهد العبيد رحمه الله، توفي في عام 1434هـ بمدينة بريدة رحمه الله.
(عبد الرحمن ) كان أحد تجار قطع غيار السيارات توفي شاباً في حدود عام 1375هــ أثر مرض ألم به بمدينة جدة .
( ناصر ) شريك لأخيه عبد العزيز في تجارة قطع غيار السيارات وقد تلقى تعليمه بمعهد المعلمين الأولى في بريدة  وكان من أوائل دفعاته توفي رحمه الله في عام 1437هــ بمدينة بريدة .
وله بنت وحيدة من زوجته الثانية اسمها ( حصة ) زوجة الكريم سليمان بن محمد الربدي ومعروفة بقرض الشعر حيث أنشأت العديد من القصائد ولها قصيدة شهيرة إبان غربة والدها بمدينة موقق  .
هذا والله اعلم واحكم
                                                                        كتبه
                                                       عبد الله بن عبد العزيز بن حمد الحميده
                                                         عبدالله بن إبراهيم بن بن حمد الحميده


[1] أسسوا مدينة بريدة في العام 985هـ وحكموها لمدة ثلاثة قرون إلى العام 1280هــ.
[2] بنو تميم أربعة بطون وهم سعد وحنظلة وعمرو والرباب؛ والعناقر من بني سعد.
[3] محافظة غرب حائل تبعد عنها قرابة 70 كم.
[4] رواية ابنه صالح حمد الحميده رحمه الله.
[5] مقابلة في جريدة الجزيرة العدد 10615 بتاريخ 5/8/1422هــ.
[6] رواية الوالد عبد العزيز بن حمد الحميده حفظه الله.
[7] محافظة على طريق الرياض مكة يمر عليها الحجاج والمعتمرون وهي من عالية نجد، أقصى منطقة الرياض من جهة الغرب.
[8] من رجال عقيل ورجل اعمال، اشتغل بالصرافة فترة من الزمن، وقد وضع ابنه المستشار صالح الشويرخ كتاباً عنه.
[9] من تسجيل صوتي في العام 1385هــ.
[10] والد معالي الشيخ د. عبد الكريم الخضير عضو هيئة كبار العلماء.
[11] محافظة في شمال المملكة تتبع منطقة الحدود الشمالية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة الدكتور مهندس محمد بن ابراهيم الحميده

د .عبد الله بن صالح الحميدة